الجذام هو مرض مزمن معدى يسبب تشوهات كبيرة فى الجلد و ضمور فى أعصاب اليدين والقدمين .
هذا المرض موجود منذ القدم والمصاب بهذا المرض يكون محاط بالرعب والوصمات السيئة، وهذا المرض قد أصاب أشخاص فى جميع القارات الأرضية، وفى الحضارات القديمة مثل الحضارة الصينية و المصرية القديمة والهندية كانوا يخافون من الجذام لأنه مرض معد لم يكن له علاج و يسبب تشوهات كبيرة .
ومرض الجذام ينتقل عن طريق الإتصال بالمريض عن طريق الفم أو الأنف، و يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض عن البالغين .
ويقدر عدد المصابين بالجذام حوالى 180000 حول العالم أكثرهم فى إفريقيا و آسيا وقفا لمنظمة الصحة العالمية .
سبب الجذام
الجذام مرض بكتيرى سببه بكتيريا تسمى mycobacterium lepra هذه البكتيريا توجد فى السائل الخارج من جروح الأنف والجلد .هذة البكتيريا تنتشر فى الأنف و الجزء العلوى من الجهاز التنفسى ثم تنتشر فى الدم مسببة أضرار بالغة فى أماكن متعددة .
و فترة حضانة المرض تكون طويلة جدا من 5 الى 10 سنوات، لذلك لا يظهر المرض الا بعد سنوات طويلة .
أنواع الجذام
الجذام له أربعة أنواع رئيسية تختلف من حيث شدة الأعراض وما يتعرض للإصابة من الجسم.الجذام الدرنى
هذا النوع يعتبر النوع الأخف وطئة من المرض الذى يحدث فى المرضى ذوى المناعة الجيدة، وأيضا يحتوى على عدد قليل من البكتيريا المسببة للمرض. ويعمل هذا النوع على إصابة :- الجلد : حيث يتسبب بتكوين بقع فاتحة اللون فى الجلد هذة البقع تكون فاقدة للإحساس .
- النسيج العصبى : تعمل هذة البكتريا على تدمير الأعصاب عن طريق زيادة سمك العصب الطرفى مما يعمل على ضمور العضلات و فقد الإحساس فى الجلد فى المناطق المصابة .
- يعمل على تكوين تشوهات و قرح نتيجة فقد الإحساس فى اليدين و القدمين .
الجذام الورمى
يعتبر هذا النوع هو النوع الأخطر من الجذام , حيث يحدث فى الأشخاص ذوى المناعة الضعيفة، كما يهاجم الجسم أعداد كبيرة من البكتيريا المسببة للمرض .
فى هذا النوع تعمل الخلايا البلعمية ( نوع من الخلايا المناعية التى تعمل على مهاجمة الأجسام الغريبة عن الجسم و تدميرها ) على بلع البكتيريا و تصبح رغوية الشكل نتيجة إحتواء هذة البكتيريا على كمية كبيرة من الدهون، و كل هذا يظهر عند فحصها تحت الميكروسكوب . و يعمل هذا النوع على إصابة :
- الجلد : و يعمل على تكوين عقد فى الوجه و الأطراف، وتظهر هذه العقد فى الوجه فى منطقة الجبهة، الأنف، الأذن و الشفتين، و أيضا يحدث فقد لشعر الحاجب و رموش العين.
- النسيج العصبى : يعمل على زيادة سمك الألياف العصبية و تدمير النسيج العصبى، و هذا يحدث التهابات فى الأعصاب و فقد فى الإحساس فى المناطق التى تغذى بهذة الأعصاب الملتهبة .
- ضمور و تشوهات فى اليدين والقدمين نتيجة لفقد الإحساس الناتج عن تلف الأعصاب .
- النسيج المخاطى : يعمل المرض على إصابة الغشاء المخاطى للأنف و البلعوم و يصاحب هذه الإصابة سيلان مخاط من الأنف يحتوى على بكتيريا عديدة مما يعمل على تدمير جدار الأنف .
- الأحشاء الداخلية : يصيب المرض الكبد، الطحال، الخصيتين و أعضاء أخرى من الجسم مما يعمل على تلفها و فقد وظيفتها .
- يعمل هذا المرض أيضا فى بعض الأحيان على زيادة فى حجم الثدى لدى الرجال .
النوع الغير محدد
فى هذا النوع لا يظهر على المريض أى أعراض عدا بعض البقع فاتحة اللون وخاصة فى منطقة الظهر .النوع الرابع
هذا النوع تكون أعراضة متوسطه بين النوع الدرنى و الورمى و هو نوع نادر الحدوث .
تشخيص الجذام
يتم تشخيص الجذام عن طريق أخذ عينة من مخاط المريض و فحصها للكشف عن وجود بكتيريا المرض . وأيضا عن طريق فحص الإصابات الجلدية الناتجة عن المرض .علاج الجذام
أصبح الجذام فى الوقت الحاضر قابل للعلاج , ففى العقدين السابقين تم علاج 16 مليون مريض وشفائهم تماما من المرض وقفا لمنظمة الصحة العالمية . وعلاج الجذام يتمثل فى :- المضادات الحيوية : حيث تعمل المضادات الحيوية طويلة المفعول على علاج العدوى ويمكن إستخدام نوع أو اكثر من المضادات الحيوية لمدة 6 أشهر ولا تعمل المضادات الحيوية على علاج تلف الأعصاب .
- مضادات الإلتهاب : تعمل على علاج الإلتهابات الناتجة عن المرض و السيطرة على الألم و الأضرار الناتجة عن المرض .
- ويمكن أيضا استخدام بعض الأدوية التى تعمل على تثبيط المناعة، و لكن هذة الأدوية فى منتهى الخطورة على المرأة الحامل .
---------------------------
كتابة : د/ إسراء محمد الحلواني
يُعتبرُ علمُ الكيمياء واحداً من العلومِ الطبيعيّة التي استعملَها الإنسانُ وبحثَ فيها منذُ القدم، وقد كان لهذا العلم في القديم دورٌ كبيرٌ جداً في العديدِ من المجالات التي كانت تَمَسُّ حياةَ الإنسانِ بشكلٍ مباشرٍ وحيويٍّ، وفي يومنا هذا لا زالَ لعلم الكيمياء أهميّته العظيمة في التّقدّمِ الحضاريِّ للدّولِ المختلفةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق