العثور على خروف بري غريب المشهد من قبل زوجين يعملان في الزراعة .. من بعيد ظنا أنه الخروف الأقدم على وجه الأرض ولكن مع الإقتراب منه تبين أمره .. إنه فروه السميك بكثافة الذي يوحى بذلك ، ولكن ما سر هذا الغطاء الكبير على جلده ؟! يعتقد الزوجان أن الخروف قد فر من جزار يعمل على مسافة بعيداً عنهم قليلاً وأنه قد فر من المزرعة تاركاً خلفه السكين المرعبة تلوح وحيدة في فضاء مزرعة قابعة كالوحش على الساحل الشرقي لتسمانيا .. وهذا يعني أن هذا الخروف والذي أطلق عليه الزوجان إسم " شون " قد قطع خمسة وعشرين ميلاً هى مسافة تجواله خلال ست سنوات وقال المزارع " بيتر " أنه هو وزوجته " نيتي " قد وجدا الخروف " شون " يتجول في الأحراش الممتدة في منطقة ممتلكاتهم وعليه ما يقارب العشرين كيلو جرام من الصوف وهذا وزن إضافى كبير بالنسبة لخروف حتى أن الصوف قد غطى عينيه تماماً فأخذاه ليربياه فإن قصته تجبر على احترامه فالفرار من الموت رعب يستحق بعدها على الأقل أن نهديء من روعه وكفاه احتمالاً لعبء الصوف عليه ست سنوات وعينيه التي لا يرى بهما بسبب الصوف المتدلى عليهما .. كفاه هذا في مقابل أن ينال حريته .. أن يقص الجزار صوفه هذا أمر منعش ولطيف أما أن يهوي بالسكين عليه بعد حلب صوفه فهذا ما لم يقبله " شون " أبداً .. كم هى الخراف التي عليها أن تحتمل عبء الصوف وثقله في مقابل حريتها ؟ أعتقد أنها كثيرة جداً ؛ وكم هى الخراف التي قبلت قوت يومها وقصة للصوف لطيفة تشعرها بالحرية المؤقتة في أجواء الحر وبقيت كل ليلة تنتظر في رعب ذات السكين التي فر منها " شون " ؟ أعتقد أنها أكثر بكثير من تلك التي تمتلك الفرصة للفرار نحو الحرية وتخشى أن تفعلها .
اعلان
9/06/2014
الخروف المغامر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اعلان
تعريف الكاتب
يُعتبرُ علمُ الكيمياء واحداً من العلومِ الطبيعيّة التي استعملَها الإنسانُ وبحثَ فيها منذُ القدم، وقد كان لهذا العلم في القديم دورٌ كبيرٌ جداً في العديدِ من المجالات التي كانت تَمَسُّ حياةَ الإنسانِ بشكلٍ مباشرٍ وحيويٍّ، وفي يومنا هذا لا زالَ لعلم الكيمياء أهميّته العظيمة في التّقدّمِ الحضاريِّ للدّولِ المختلفةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق