قد يبدو السؤال غريباً أو ساذجاً، لكن من أكثر ما أسمعه من الناس عندما يخطئون في اختيار صديق قولهم "هذه المرة سأبحث عن صديق بشكل أفضل"، وهذا الكلام سيتم إعادته بعد أشهر قليلة عقب الفشل الجديد في اختيار الصديق...هذه الإخفاقات التي يعاني منها الجميع مع الأصدقاء تجعلني اسأل "هل نحن بحاجة إلى أصدقاء في حياتنا؟".
من المتوقع أن يكون جواب 99% من البشر "نعم"، لكن لو سألتهم "لماذا؟" سيجيبون بشكل تقليدي أن الصديق يساعدنا ويجعلنا سعداء، والغريب أن هؤلاء هم نفس الـ 99% الذين يقولون ليس هناك صديقي حقيقي!.
بالنسبة لي أرى أن الجواب "لا"، فأهم صداقة يجب أن نكسبها ونركز عليها هي صداقتنا مع أنفسنا، بحيث نعيش مرتاحي الضمير ومرتاحين من ناحية اجتماعية، نقوم بما يحلو لنا ويناسب مبادئنا، نقوم بما يحترم عقلنا ويحافظ على صحة جسدنا، وعندما نجلس مع أنفسنا ونفكر بوضوح، ونتحول لأصدقاء معها تصبح علاقتنا مع كل البشر الأخرين صداقة مميزة.
إن سعي الإنسان إلى الصداقة مع الأخرين ليس إلا بحث عن ذاته فيهم، ولو استطاع إيجاد نفسه لما احتاج للأصدقاء، فأعرف كثيرين يشعرون بالسعادة للغاية ولا يملكون أي صديق، وهنا يجب التوضيح بأن فرقاً كبيراً بين كلمتي "أصدقاء" و"معارف"، فنحن دوماً بحاجة إلى الأخرين كي نعيش حياتنا، لكن يبدو لي أننا لسنا بحاجة إلى أصدقاء كي نفعل.
هنا يجب تكرار ما أقوله دوماً "هناك فرق كبير بين ما هو أساسي للحياة، وما يخيله لنا المجتمع بكافة وسائله من أنه أساسي"، لذلك يجب أن يكون بحثك الآن على الأساسي أي صداقتك مع نفسك ولا تسعَ إلى إيجاد صديق فهو سيأتي لو كان حقاً موجوداً وضرورياً لك، وتذكر أن صداقتك مع نفسك أساس السعادة وأساس النجاح والأمان، وغير ذلك فلن تكفيك صداقة 1000 شخص!.
بقلم محمد عواد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق