فى الآونة الأخيرة زادت نسبة الوفيات نتيجة للجلطات و خاصة جاطات المخ . و تعد هذه الجلطات من أخطر الأنواع حيث أنها تصيب أهم أعضاء الجسم و هو المخ و تعمل الجلطات على سد الأوعية الدموية فيموت النسيج الذى يتغذى عن طريق هذه الأوعية . و خطورتها تكمن فى أن أنسجة المخ العصبية إذا أصابها تلف فإنها لا تتجدد .
كيف تتكون جلطة الدماغ ؟
تعبتر الجلطة آلية يقوم بها الجسم لإصلاح عيب الشريان أو الوريد . فعند حدوث جرح فى البطانية الداخيلة المغلفة للشريان أو الوريد ، يعمل احتكاك الدم بالغشاء الداخلى للشريان على تنشيط مواد بروتينية تعمل على تجميع الصفائح الدموية من الدم و سد هذا الجرح .
وأيضا تعمل هذه المواد البروتينية على تحويل الفيبرينوجين الى فيبرين وهو عبارة عن ألياف صغير تلتصف بالصفائح الدموية و تعمل على تكوين شبكة على الجرح داخل الشريان . وتعمل هذه الشبكة على حبس كرات الدم الحمراء و مكونات الدم الأخرى .
وعند نمو بطانة الوعاء الدموى مرة أخرى ، فإن مواد بروتينية تتحرر تعمل على وقف نمو هذه الجلطة أكثر . و تحلل الجلطة بعد إكتمال نمو البطانية .
و هذا هو الطبيعى و لكن الغير طبيعى هو عندما تستمر الجلطة فى النمو ولا تتوقف فتعمل على سد الوعاء الدموى المتكونة بداخله.
أسباب تكون جلطات المخ
- إصابة فى منطقة الدماغ أو الرقبة : حيث تعمل الإصابة أو الضربة على تمزق الأوعية الدموية بداخل نسيج المخ ، فيعمل ذلك على تكون الجلطة لسد الوعاء الدموى و وقف النزيف ، ولكن فى الجانب الأخر يعمل على خنق الأنسجة المغذاه عن طريق هذا الوعاء الدموى ، فتموت الأنسجة .
- تصلب الشرايين : و هذا يحدث غاليا فى مرضى السمنة الذين يعانون من زيادة فى الكولستيرول فى الدم , حيث يعمل الكولستيرول على الترسب على جوانب الشريان مما يعمل على ترسيب الصفائح الدموية عليه و تحفيز المواد البروتينية اللازمة لتكون الجلطة .
- ضيق الشريان : وهذا يعمل على سرعة تدفق الدم بداخله فيصطدم أكثر بجدار الشريان وهذا يعمل على إصابة بطانة الشريان فتتمزق فتتكون الجلطة .
- تقليل سرعة الدم عن طريق زيادة لزوجته : وهذا يعمل على ترسب الصفائح الدموية على جدران الأوعية الدموية وتكون الجلطة .
- وجود جلطة فى أماكن أخرى من الجسم : بعد أن تتفتت الى جلطات صغيرة تنتقل عبر الدم الى الأوعية الدموية للمخ فتعمل على إنسدادها و موت الأنسجة المغذاه عن طريقها .
أعراض جلطات الدماغ
يعانى مريض الجلطة من أعراض متنوعة تبدا من الأعراض البسيطة مثل الصداع و تنتهى بالأعراض الخطيرة مثل الشلل ، و تنوع هذه الأعراض يعتمد على حجم الشريان والمنطقة التى يغذيها .
- الصداع : يعتبر الصداع هو العلامة الاولى لتكون الجلطه ويظهر فى جانب واحد من الدماغ و يزداد الصداع سوءا اذا صوحب برشح أو كحة أو نزلات البرد .
- صعوبة فى الكلام وخاصة اذا كانت الجلطة فى الجانب الأيسر من المخ .
- الشعور بالإرتباك : حيث يستغرق المريض وقت أطول لفهم الأشياء أو وقت أطول فى التفكير على عكس المعتاد وهذا يجعل المريض يشعر بالأرتباك .
- الشعور بالدوار من وقت الى أخر .
- عدم التوازن : يشعر الشخص المريض بصعوبة فى الحركة المعتادة و تكون حركته ابطأ من المعتاد
- الإكتئاب : يتعقد أن الذين يعانون من نوبات إكتئاب مفاجئة يكون بسبب وجود جلطة فى المخ , و يجب عمل إختيار للمخ للتأكد من أن كل الأنسجة تحصل على الأوكسجين بطريقة طبيعية .
- الرؤية المشوشة و الغير واضحة أو يمكن أن يتحول الى العمى الكلى .
- ضعف عضلات الوجة و شللها : حيث لا يستطيع المريض الإبتسام أو غلق عينه , و تحدث الحركة فى جانب واحد فقط من الوجه .
- شلل فى عضلات الذراع و القدم فى جانب واحد من الجسم .
طرق العلاج
كلما كان تشخيص الجلطة مبكرا ، كلما كان العلاج مبكرا ، و زادت نسبة التحسن و الشفاء . و تتضمن طرق العلاج استخدام :
- مضادات التجلط : لمنع تكوين المزيد من الجلطات .
- منشط البالزمينوجين النسيجى : الذى يعمل على إذابة الجلطات .
- عوامل مضادة للصفائح الدموية
- الإستيرويدات : تعمل الإسيرويدات على تقليل الإلتهاب الناتج عن تكوين الجلطات الدموية .
- الجراحة : يعمل الجراح على فتح الوعاء الدموى و إزالة الجلطه منه .
- العلاج الفيزيائى : يعمل على إعادة الجسم الى حركته الطبيعية التى فقدها نتيجة وجود الجلطة .
من أكثر الناس عرضة للإصابة بالجلطات :
- من يعانون من تصلب الشرايين
- الذين فوق سن 50 عام
- المرأة الحامل
- المدخنون
- من لديهم تاريخ للاصابة بالجاطات فى العائلة
- الذين يعانون من السمنة
نصائح لتجنب الإصابة بالجلطات الدماغية
تجنب الجلوس لفترات طويلة حيث يؤدى الجلوس لفترات طويلة الى بطئ سير الدم فى الأوعية الدمية للرجلين فتؤدى الى حدوث جلطة فى الرجل ، و يمكن أن تتحرر من مكانها و تذهب الى أماكن أخرى مثل المخ ، لرئة و تعمل على انسداد الشرايين .
وكذلك ممارسة الرياضى بإنتظام ، حيث تعمل على تدفق الدم فى الشرايين بطرقة طبيعية وسليمة و تمنع حدوث الجلطات .
أيضا اتباع حميات غذائية سليمة وتجنب الإفراط فى تناول الدهون حيث تعمل الدهون على زيادة نسبة الإصابة بالجلطات . والتوقف عن التدخين .
---------------------------
كتابة : د/ إسراء محمد الحلواني
يُعتبرُ علمُ الكيمياء واحداً من العلومِ الطبيعيّة التي استعملَها الإنسانُ وبحثَ فيها منذُ القدم، وقد كان لهذا العلم في القديم دورٌ كبيرٌ جداً في العديدِ من المجالات التي كانت تَمَسُّ حياةَ الإنسانِ بشكلٍ مباشرٍ وحيويٍّ، وفي يومنا هذا لا زالَ لعلم الكيمياء أهميّته العظيمة في التّقدّمِ الحضاريِّ للدّولِ المختلفةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق