المجتمع العربى

هناك سؤال يجول بخاطر كل عربى كلما نظر وتفقد أحوال العرب , لماذا وصلنا إلى هذا الحال من التفكك والهوان ؟ وبعد هذا السؤال الذى يشغل بال الكثيرين قد تكون له إجابات متعددة ولكننا هنا سوف نتناول آفة من بين الكثير من الآفات التى أدت بنا إلى هذا الحال , وهذة الآفة تتلخص فى أن كل المجتمعات العربية لديها صفة كانت عند أهل قريش قبل أن يدخلواْ الإسلام وهى النزعة القبلية , فلو نظرنا إلى أصغر مجتمع وهو يتمثل فى العائلة فتجد أن كل بيت من العائلة يرى نفسه أفضل من غيره ثم تتسع الدائرة لنجد أن كل عائلة ترى نفسها أفضل من غيرها من باقى العائلات بل وتجد أنهم يسخرون من كل عائلة أخرى وهكذا حتى نصل إلى البلدان ,

 ولنأخذ مثال من المجتمعات العربية وهو مصر , فحينما نرصد علاقة البلدان المصرية ببعضها فنجد أن جميع المجتمع المصرى يسخر من الرجل الصعيدى ويطلق عليه النكات ويصفونه بأنه رمز الغباء ولكن الحقيقة مختلفه تماماً , فالجتمع الصعيدى يمتاز بالرجولة التى لا تجد لها مثيل بين البلدان المصرية الأخرى , وحينما ننظر الى أهل الشرقية فتجد أن المصريين يتهمون أهل الشرقية والفلاحين عامة أنهم أهل خبث ومكر , وهنا أيضاً الحقيقة مغايرة تماماً , والأمثلة كثيرة , 

وحينما نوسع الدائرة أكثر نجد أن كل بلد عربى تصف الأخرى بصفة خبيثة , وعلى سبيل المثال أيضاً نجد المجتمعات تنتقد دول الخليج بأنهم أصحاب مال فقط وليس لديهم أى فكر واتجاه ثقافى معين , والحقيقة أيضا مغايرة تماماً فكل مجتمع يوجد به الصالح والفاسد ؛ نحن نظهر عيوبنا فقط وهذا ينم عن قمة التفكك الذى نعيشه , كل مجتمع لديه سلبيات وإيجابيات فلماذا دائما نرصد السلبيات وننسى أننا مجتمع واحد , فهذا الفكر الذى نمشى به في الناس ونصبر عليه هو إظهار لضعف فى ثقافتنا وهو يؤدى بالطبع إلى ضعفنا أمام كل العالم , فعندما نهين أنفسنا لابد أن نهان من غيرنا , فلماذا الحزن إذاً حينما نرى أن المجتمع الغربى ينظر لنا على أننا مجرد جهّال ومتخلفون , حاسبواْ أنفسكم قبل أن تحاسبِوا الناس وأصلحواْ من شأنكم أولاً بدلاً من هذه التفاهات التى أصبحت تجرى فى دماءنا . 

***

 محمد عبده زيدان