المسلمون الأوائل من العرب لم يكونوا يمارسون هذا الأداء الجسدي إلا في المناسبات البالغة الفرحة كمثل العودة سالمين غانمين من الحرب أو عند عودة حميدة من رحلة شاقة في الصحراء أو نجاة أسير وما شابه تلك الظروف والأحوال .. هذا على رغم قساوة الطبع الصحراوى وخشونة العيش القائمة على الكد والكدح
الأحضان وسيلة إنسانية للتعبير عما نحمله لغيرنا من حب ومودة ومشاعر وأحاسيس كثيرة .. عناق الأطفال لآبائهم وعناق الأزواج وعناق الأصدقاء بل وعناق الإنسان لحيوانه الأليف .. وهو أمر طبيعي ويحدث بشكل تلقائى وهو ليس من الأمور المستغربة بل يعتبره الأطباء النفساويين أداةً قوية لتربية الطفل وتنشئته بشكل سوى وغير مختل .. والعناق يرسل من المشاعر أكثر بكثير مما يمكن أن ترسله الكلمات لقلوب الآخرين .. وعلى الجانب الآخر هناك أحضان الغرباء التي ننفر منها بشكل طبيعي ونتشكك كثيراً إن ضمّنا أحد ما إليه في مصافحة عابرة وتثار في نفوسنا التساؤلات ولا نستريح .. هذا أمر طبيعي ودليلٌ سلوكي على أن العناق بالنسبة للإنسان قيمة تعبيرية حقيقية لا يمكن ممارستها مع أى أحد من غير المقريبن والأحبة والأصدقاء .. لغة التعبير بالجسد لغة من أسمى اللغات الإنسانية ونحن مشتركون مع الحيوانات في هذه اللغة الربانية اللطيفة ..
كلمة أخيرة " ألئك الذين تربوا على الخشونة والقسوة غالباً هم لا يعرفون قيمة العناق ولا يدركون شيئاً عن هذه اللغة بل ويتفّهون من شئنها عند أنفسهم ويصل الحد عندهم أن يشمأزون منها " .. فاللهم يا حنّان يا منّان لا تجعل قلوبنا قاسية واهدنا إلى حسن اللطف وجماله إنك أنت اللطيف الجميل ..
هذه باقة من ألطف اللحظات الحميمة للمخلوق الأليف والشرس واللطيف .. القطط وهى في أعمق شعور بالإسترخاء والسكينة .. مشاهد لا نراها كل يوم خاصة إذا لم نكن نمتلك حيواناً أليفاً
_____
*******
محمد مرشد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق