البنية التحتية للنفس الإنسانية - كيمياء المعرفة

اخر الأخبار

اعلان

اعلان

8/07/2014

البنية التحتية للنفس الإنسانية

ميدان الثورة الحقيقي هو النفس .. قد يرى البعض المسألة من هذه الجهة مجرد كلمات أدبية لا تنفع في عالم الواقع في شىء والحقيقة أن الواحد منا مع الوقت وكثرة الأحداث قد ينسى أن البناء يستحيل من قمته لأنه بديهياً لابد لكل قائمٍ وثابتٍ من قاعدة .. إن الضغوطات تكاد لا تعد ولا تحصى على الرقعة العربية ولكن علينا أن نتذكر وأن نعى جيداً أنه مهما كانت الصعوبات فإن الصعوبة الأكبر والعثرة الأكبر في الطريق هى الجهل .. في السنوات الأخيرة إختفت الكثير من مظاهر التوعية عن الساحة وحلت محلها النداءات والصرخات والمطالب والصراعات وكل على ليلاه يلطم خد صاحبه وياليته لطم خده هو .. ومع مرور الوقت تكاد حقيقة مهمة تختفي من ساحة العقل ألا وهى " إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " ونلاحظ هنا الصيغة الجمعية التي وردت بها الآية الكريمة .. نأخذ من هذا أن إصلاح الفرد وهو الركيزة الأولى في بناء الحضارة هذه عملية عليها أن تكون محفوفة بروحٍ من الإحتواء الجماعى المدعوم بوعى البناء مثلما هو يضج هذه الآونة بالتغيير ولكن للأسف بوعىٍ غير كافٍ .. إن التقدم للأمام أمر ربانى كما أنه حتمية وطبيعة واقعية تفرضها كل طبيعة نفسية وكونية من حولنا .. قد لا تكون هناك حروب ومع ذلك على الفرد والجماعة ألا يأخذهم الكسل فيتوقف الفعل الإنسانى عن الحركة أماماً في كل شىء .. نعود لنقطة البداية وهى تغيير النفس من الجذور ومن القواعد الأم لها دون الإنقلاب على مطالبها الفطرية ودون التنكر لاحتياجاتها الأولية وهنا نقول بصدق أن البدء في عملية التغيير الفردى أو الجماعى بالمطالب وتلبية الإحتياجات يشكل عقبة حقيقية في طريق الإصلاح الحقيقى على الرغم من أهميتها هذه المطالب والإحتياجات في عملية البناء ولكنها لا تصلح كبداية للبناء لأن المطالب لن تتوقف بعد تحقيقها والإحتياجات لن تقف عند حدٍ بعد تلبيتها .. نحتاج وبصراحة شديدة لسلطة نفسية من الإنسان على نفسه بعيداً عن مسرح الحاكم والمحكوم لوقتٍ كبير .. إن الزمام المنفلت لن يترك أثراً على الطريق غير عربدة هنا وأصداء جعجعة هناك وسريعاً ما سيزول كل هذا .. إننا وإن كنا نحب البدء المنطقى فعلينا بتدشين الصروح العقائدية الإصلاحية أولاً قبل الإنطلاق أو الإندفاع نحو المكاسب السريعة الزوال .. وكأمة كانت مشرفة مكرمة في التاريخ يصعب عليها كما يخل بمهابتها أن ينحصر صوتها في حفنة من مطالب .. أعلم أن لوقع الكلام رنيناً مزعجاً لدى البعض المتعجل ولكن المؤمن بربانية ومنطقية التغيير المتأنى لديه رؤية مغايرة .. وفي الختام نذكر أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم لا يحددها دستور بقدر ما تحددها طبيعة الأنفس المحكومة وأن البنية الهشة للنفس يزيدها هشاشة كل مغنمٍ تناله يكون بمثابة الصخرة على ظهرها فأنى لها التقدم بكثرة المتاع على كثرة الأوجاع .

***

محمد مرشد


ثورة 25 يناير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان